يعني مصطلح "كوداواري" تحلي المرء بعقليةٍ تجعله مهتماً بالتفاصيل بعزمٍ
ويمثل ذلك فلسفةً تجد لها جمهوراً مستعداً لتقبلها. ومن بين الأمثلة على
ذلك النجاح الكبير الذي حققته خبيرة الترتيب والتنسيق اليابانية ماري
كوندو عبر تعليمنا كيف يمكن أن نجد المتعة والسعادة في الأشياء التي
نمتلكها، وهو النجاح الذي جعل البرامج التي تقدم هذه السيدة من بين أكثر
البرامج جماهيرية ومتابعة. كما صارت صاحبة مدرسةٍ متميزةٍ على صعيد نمط
الحياة الذي تروج له، وكان لها تأثيرٌ غير مباشر على المحال التي تبيع
منتجاتٍ وسلعاً بأسعارٍ مخفضةٍ لأغراض خيرية، بعدما تحصل عليها عن طريق التبرعات.
وتقدم كوندو إرشاداتها تلك لنا، في وقتٍ لم يعد يسمح لنا فيه طابع الحياة في القرن الحادي والعشرين سوى بأوقاتٍ محدودةٍ للغاية لممارسة التأمل، سواءٌ ونحن في طريقنا للعمل، أو ونحن نطهي طعام العشاء مثلاً، أو خلال تجوالنا في أنحاء المحال والمتاجر.
ومن جهته، يقول بوكلر إن تعلمه اللغة اليابانية أضفى عليه الكثير من الهدوء والسكينة، وأصبح يتعامل مع الأشياء بطريقةٍ تجعلها أكثر إفادةً له. واختار هذا الرجل الحديث عن عبارة "مونو نو واريا" اليابانية، والتي تعني "الطابع سريع الزوال للجمال". ويقول إن هذا التعبير يشير في الأساس إلى "شعور المرء بالحزن إزاء الطابع العرضي أو الوقتي للأشياء وكونه يُقدِّر قيمة ذلك في الوقت نفسه. كما يرتبط بالعلاقة بين الحياة والموت. في اليابان، هناك أربعة فصول متباينة عن بعضها البعض بشدة. وهناك تصبح كذلك على وعيٍ تامٍ بما الذي تعنيه الحياة والموت وكون شيء ما عابراً وسريع الزوال. كما تصبح (في هذا البلد) على وعيٍ وإدراكٍ بمدى أهمية هذه اللحظات".
ويشدد الكتاب الذي نتحدث عنه في هذه السطور، على كيف يمكن أن يؤثر مناخ بلدٍ ما على المفردات المتداولة فيه. وتقول فوزيموتو في هذا الشأن: "اليابان بلدٌ صغير المساحة، والمنطقة الصالحة للسكن في هذه الجزيرة محدودةٌ للغاية ومحاطةٌ بالمحيط".
وتضيف: "كانت الحياة قاسيةً في اليابان في الفترة التي سبقت بزوغ العصر الحديث هناك. توجب على الناس تعلم كيفية التعايش مع ذلك الوضع. فليس بوسعك أن تشعر بالمرارة طوال الوقت حيال ما قد تجلبه الطبيعة. وهكذا فبدلاً من أن ينزعج (اليابانيون في هذا العصر البعيد) مما جلبته لهم الطبيعة أو يحاولون مقاومته، اكتشفوا الطريقة الأكثر حكمة لتقدير قيمة ما لديهم من أشياء، والتعامل معها".
وفي مقدمة الكتاب تكتب فوزيموتو قائلةً: "أتذكر أعاصير دمرت المحاصيل وزلزالاً هائلاً سلب آلاف الأرواح في ولايتي. هذه هي الشاكلة التي طوّر بها اليابانيون أسلوبهم في الحياة: العيش في تناغمٍ ووئامٍ مع الطبيعة، وهي فلسفةٌ تأخذ مكانها في صميم الشنتو، تلك العقيدة الروحية القديمة التي نشأت في اليابان وتخص شعبها. وقد تطورت هذه المنظومة العقائدية لتصبح طريقةً يابانيةً فريدةً من نوعها، لتقدير قيمة الجمال في يومنا هذا".
وتقر فوزيموتو بأن هناك عناصر جوهريةً بعينها للجمال مثل "التناسق والتماثل والشباب والحيوية". وتشير إلى أننا "نميل إلى أن ننجذب إلى تلك الخصال `الإيجابية` بينما تُعتبر الصفات المُعاكسة لذلك مثل القبح والنقص أو عدم الاكتمال بجانب التقدم في السن والقابلية للفناء، بغيضةً في العالم الغربي".
وتضيف: "على العكس، تأسست منظومة القيم التقليدية التي تحدد ما هو جميلٌ من عدمه في اليابان، على أساس الحقيقة التي لا يمكن إنكارها للطبيعة، ألا وهي أن كل شيءٍ فيها زائلٌ وعابرٌ، ولا شيء يدوم ولا شيء يتسم بالكمال. هناك جمالٌ في كل الأطياف المتنوعة للحياة من الميلاد حتى الممات، ومن النقص حتى التمام، ومن القبح حتى الحسن والأناقة".
من جهةٍ أخرى، يؤكد الكتاب أهمية الفوائد التي يمكن أن تنجم عن فهم المفردات التي تتفرد بها اللغات المختلفة في العالم، وهي المتمثلة في تمكين المرء من رؤية العالم بطريقتين مختلفتين، وتبني وجهتيْ النظر هاتين بشكلٍ متزامن.
وتقول كاتبته في هذا الصدد: "بمقدورك أن ترى مزيداً من الجمال في العالم بمجرد تبديل عدتك وعتادك. الأمر لا يتجاوز مجرد تغييرٍ بسيطٍ في رأيك أو في الزاوية التي تنظر بها للأمور. فلدينا الكثير والكثير من الأشياء العظيمة الموجودة حولنا، التي لا نلاحظها أو لا نقدرها حق قدرها".
وتقدم كوندو إرشاداتها تلك لنا، في وقتٍ لم يعد يسمح لنا فيه طابع الحياة في القرن الحادي والعشرين سوى بأوقاتٍ محدودةٍ للغاية لممارسة التأمل، سواءٌ ونحن في طريقنا للعمل، أو ونحن نطهي طعام العشاء مثلاً، أو خلال تجوالنا في أنحاء المحال والمتاجر.
ومن جهته، يقول بوكلر إن تعلمه اللغة اليابانية أضفى عليه الكثير من الهدوء والسكينة، وأصبح يتعامل مع الأشياء بطريقةٍ تجعلها أكثر إفادةً له. واختار هذا الرجل الحديث عن عبارة "مونو نو واريا" اليابانية، والتي تعني "الطابع سريع الزوال للجمال". ويقول إن هذا التعبير يشير في الأساس إلى "شعور المرء بالحزن إزاء الطابع العرضي أو الوقتي للأشياء وكونه يُقدِّر قيمة ذلك في الوقت نفسه. كما يرتبط بالعلاقة بين الحياة والموت. في اليابان، هناك أربعة فصول متباينة عن بعضها البعض بشدة. وهناك تصبح كذلك على وعيٍ تامٍ بما الذي تعنيه الحياة والموت وكون شيء ما عابراً وسريع الزوال. كما تصبح (في هذا البلد) على وعيٍ وإدراكٍ بمدى أهمية هذه اللحظات".
ويشدد الكتاب الذي نتحدث عنه في هذه السطور، على كيف يمكن أن يؤثر مناخ بلدٍ ما على المفردات المتداولة فيه. وتقول فوزيموتو في هذا الشأن: "اليابان بلدٌ صغير المساحة، والمنطقة الصالحة للسكن في هذه الجزيرة محدودةٌ للغاية ومحاطةٌ بالمحيط".
وتضيف: "كانت الحياة قاسيةً في اليابان في الفترة التي سبقت بزوغ العصر الحديث هناك. توجب على الناس تعلم كيفية التعايش مع ذلك الوضع. فليس بوسعك أن تشعر بالمرارة طوال الوقت حيال ما قد تجلبه الطبيعة. وهكذا فبدلاً من أن ينزعج (اليابانيون في هذا العصر البعيد) مما جلبته لهم الطبيعة أو يحاولون مقاومته، اكتشفوا الطريقة الأكثر حكمة لتقدير قيمة ما لديهم من أشياء، والتعامل معها".
وفي مقدمة الكتاب تكتب فوزيموتو قائلةً: "أتذكر أعاصير دمرت المحاصيل وزلزالاً هائلاً سلب آلاف الأرواح في ولايتي. هذه هي الشاكلة التي طوّر بها اليابانيون أسلوبهم في الحياة: العيش في تناغمٍ ووئامٍ مع الطبيعة، وهي فلسفةٌ تأخذ مكانها في صميم الشنتو، تلك العقيدة الروحية القديمة التي نشأت في اليابان وتخص شعبها. وقد تطورت هذه المنظومة العقائدية لتصبح طريقةً يابانيةً فريدةً من نوعها، لتقدير قيمة الجمال في يومنا هذا".
وتقر فوزيموتو بأن هناك عناصر جوهريةً بعينها للجمال مثل "التناسق والتماثل والشباب والحيوية". وتشير إلى أننا "نميل إلى أن ننجذب إلى تلك الخصال `الإيجابية` بينما تُعتبر الصفات المُعاكسة لذلك مثل القبح والنقص أو عدم الاكتمال بجانب التقدم في السن والقابلية للفناء، بغيضةً في العالم الغربي".
وتضيف: "على العكس، تأسست منظومة القيم التقليدية التي تحدد ما هو جميلٌ من عدمه في اليابان، على أساس الحقيقة التي لا يمكن إنكارها للطبيعة، ألا وهي أن كل شيءٍ فيها زائلٌ وعابرٌ، ولا شيء يدوم ولا شيء يتسم بالكمال. هناك جمالٌ في كل الأطياف المتنوعة للحياة من الميلاد حتى الممات، ومن النقص حتى التمام، ومن القبح حتى الحسن والأناقة".
من جهةٍ أخرى، يؤكد الكتاب أهمية الفوائد التي يمكن أن تنجم عن فهم المفردات التي تتفرد بها اللغات المختلفة في العالم، وهي المتمثلة في تمكين المرء من رؤية العالم بطريقتين مختلفتين، وتبني وجهتيْ النظر هاتين بشكلٍ متزامن.
وتقول كاتبته في هذا الصدد: "بمقدورك أن ترى مزيداً من الجمال في العالم بمجرد تبديل عدتك وعتادك. الأمر لا يتجاوز مجرد تغييرٍ بسيطٍ في رأيك أو في الزاوية التي تنظر بها للأمور. فلدينا الكثير والكثير من الأشياء العظيمة الموجودة حولنا، التي لا نلاحظها أو لا نقدرها حق قدرها".
Comments
Post a Comment